هل التسويق مهم لنجاح اللعبة؟ دراسة حول Flappy Bird

هل التسويق مهم لنجاح اللعبة؟ دراسة حول Flappy bird

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة حول لعبة Flappy Bird، فاللعبة أصبحت ظاهرة مثيرة للاهتمام من أكثر من جهة، فاللعبة التي حصلت على 50,000 دولار في يوم واحد، بالرغم من كونها مجانية؛ بلا شك ستثير الكثير من الجدل. إضافة إلى ما أثارته من جدل بعد ذلك بسبب حذف مطور اللعبة لها من المتجر لأسباب حتى الآن غير واضحة (بنظر البعض)، وإن قال المطور أنه قام بحذفها لأنها ” إدمانية “، إلا أن الكثير يقول أن هذا ليس السبب الحقيقي. الكثير من النقاشات أثيرت حول اللعبة، ولكن ما أريد التركيز عليه هنا هو تسويق اللعبة، والذي كان أيضاً مثيراً للاهتمام من جوانب عديدة سيناقشها المقال.

قد يظن من يظن لأول وهلة أن لعبة فلابي بيرد (Flappy Bird) مجرد لعبة بسيطة قام المطور بصنعها في يوم أو يومين ومن ثم نشرها في متجر iOS وتفاجأ أن اللعبة حققت له كل هذه الأرباح. كنت ممن ظن ذلك، وخاصة أن مطور اللعبة ذكر أنه لم يقم بأي تسويق للعبة، إلا أن هذا لا يبدو لي صحيحاً بعد البحث في الموضوع.

الكثير من التحليلات التي قرأتها كانت تقول أن مطور اللعبة استخدم نوع من الأسماء الوهمية والتي تتم بطريقة أتوماتيكية عبر أحد الخدمات المجهولة. ذُكر في قصة اللعبة كيف أن اللعبة نُشرت في الشهر في منتصف 2013 ومن ثم قفزت بشكل غريب في بداية 2014. لاحظ الكثير من المطورين ذلك وعندما تم سؤال المطور إن كان قد استخدم وسيلة معينة للإعلان عن اللعبة، أجاب بأنه لم يستخدم أي وسيلة.

don

اللامنطقي في الموضوع أنه تم تجاهل اللعبة عند إطلاقها، وتم تجاهل تحديثاتها تماماً، لمدة 6 شهور أو أكثر، لم يكترث أحد بالتطبيق، ثم حصلت هذه القفزة النوعية، إضافة لذلك، كانت المراجعات للعبة متشابهة لحد كبير، الجميع يتحدث عن ” لا تُحمّل اللعبة لأنها إدمانية ” وعبارات مثل ” سأقتل نفسي ” و” انتهت حياتي ” في إشارة أن اللعبة إدمانية بطريقة خرافية. وبالطبع مع إعطائها 5 نجوم كتقييم. وهذا أمر غريب أيضاً، فهذا لا يحدث في مراجعات الألعاب، وهناك ألعاب إدمانية كثيرة لم يحصل لها ما حصل هنا. وبالطبع تبقى هذه مجرد احتمالية؛ ذكرها الكثير من المحللين، ولكن لا يوجد دليل مباشر على استخدام طريقة “مشبوهة” في التسويق أم لا… ولكني أجدها هي الأقرب للواقع.

هل اللعبة نجحت بسبب التسويق بهذه الطريقة؟

عندما تقوم الشركات بالتسويق، فإنها تعتمد على الإحصائيات والأرقام، وباستمرار يبحثون عما يريده الجمهور. ولذلك نرى الكثير من ألعاب التصويب الحربية لأنها في نظر الشركات قد ” أثبتت فعاليتها “، وفي الحقيقة تحاول الكثير من الشركات التنافس مع Call of Duty و Battlefield ولكنها تفشل في النهاية، بسبب أن هاتين اللعبتين مسيطرتان تماماً على هذا النمط من اللعب تحديداً. لا يقتصر الأمر على نمط الألعاب فقط بل يتعدى ذلك إلى وضع آليات موجودة في ألعاب مشهورة مثل Farmville بدون معرفة سبب وضعها في اللعبة، مثل وقت الانتظار بين إعطاء الأوامر (في معظم الألعاب الاجتماعية)، والتي تقلد بعضها مما يؤدي لظهور ألعاب فشلت ربحياً بسبب الملل الذي يسببه وقت الانتظار. والذي كان مناسباً للعبة دون أخرى.

أما بالنسبة للمستقلين، فهم يبتعدون عن هذه الإحصائيات، ويعتقدون أن اللاعبين يبحثون عن أفكار جديدة، وإحساس فني، وصعوبة وما إلى ذلك، لكن في المقابل، الكثير من الألعاب المستقلة المتقنة لا تحقق الأرباح المرجوة منها بالرغم من أنها فنية بشكل كبير ومتميزة من حيث الفكرة.

إن كان ثمة أمر نستطيع تعلمه من Flappy Bird هو أنه لا يمكن توقع ما يريده الجمهور حقاً؛ حتى المصممون المحترفون قد لا يدركون كم سيهتم الناس بلعبتهم. وهذا يحصل في كل المجالات الفنية، وعلى رأسها مجال الرواية، والمعروف أن كثير من الروايات التي لم تعجب النقاد وكان أسلوبها ليس روائياً لكنها أعجبت الجمهور. الإحصائيات التي تقوم بها الشركات لا تعني شيئاً، على الشركات أن تستخدم هذه المعلومات والأرقام لاستنتاج ما أعجب الجمهور في هذه الألعاب، فالجمهور لم تعجبه Battlefield 3 لأنها لعبة تصويب. ولم يدمن الناس على Farmville لأن فيها مؤقت زمني لكل أمر تقوم به.

إن صح أن Flappy Bird استخدمت طريقة آلية في التسويق، فهذا لا ينفي أبداً أن اللعبة يطلبها الجمهور، فاللعبة قد أدمن عليها الكثير من الناس بالفعل، وانتشرت بسبب أن الناس نفسها قامت بنشر اللعبة بين الأصدقاء، ولكن المراجعات الوهمية قامت فقط بإعطاء دفعة للعبة مما جعلها تظهر في قائمة أفضل الألعاب، والذي دعا المستخدمين لتحميلها.

هل كانت ستنجح Flappy Bird بدون تسويق؟

فلننس قليلاً نظرية تسويق فلابي بيرد بمراجعات وهمية. الألعاب لا تنجح بدون تسويق؛ اليوم هناك من يدرس كيف أن تجعل الناس تتحدث عن لعبتك (وهذا في حد ذاته جزء من التسويق)، قد يقوم مطور أو آخر بجعلها كذلك بدون أن يقصد ذلك. فمنطقياً لن يسمع أحد بلعبتك إن لم تقم بإظهارها لهم، فكيف يبحث المستخدم عن شيء لا يعرفه؟ ولا ننس أن طريقة تصميم اللعبة وكيفية نشرها هو أيضاً من ضمن تسويق اللعبة، فهل كانت Flappy Bird ستنجح إن لم تكن مجانية؟ أو كانت على منصة أخرى غير الموبايل؟ لا أظن ذلك.

الكلمات المفتاحية في السوق الالكتروني، أو جعل صفحة اللعبة تظهر بسهولة على محركات البحث، أو نشرها في المنتديات والشبكات الاجتماعية، كلها أساليب تسويقية مهمة، نعم من الممكن أن تنجح اللعبة بدون تسويق بآلاف الدولارات كإعلانات تظهر هنا وهناك. ولكن أن تنجح بدون تسويق مطلقاً فهذا صعب للغاية إن لم يكن مستحيلاً. قد يحالف المطور الحظ ويلتقط لعبته موقع ألعاب مستقلة مشهور، ليكتب أو ينشر فيديو حول اللعبة، فهذا أيضاً تسويق… صحيح أن المطور لم يقم هو بتسويقها، لكن حالفه الحظ وسوقها له أحدهم.

المصادر: [1][2][3]

إذا أعجبتك هذه التدوينة، نأمل منك التفضل بتسجيل بريدك الإلكتروني حتى نرسل لك التدوينات القادمة فور نشرها في المجالات التي تهمك:
[wysija_form id=”1″]

كما نرجو منك عزيزي القاريء بأن تدعمنا بنشرها على الوسط المفضل لديك من الشبكات الاجتماعية بالأسفل.

عبدالرحمن خلوف

آخر المقالات
التعليقات ( 3 )
  1. رشيد ابوعيدة
    21 فبراير، 2014 at 7:20 م
    رد

    الشيء الاكيد انه لا احد يمكنه توقع ما يرغب به الناس، بنسبه للعبة Flappy Bird اعتقد ان من الأمور التي انجحتها هو ال Scoring System لأن اللعبة بحد ذاتها صعبة للغاية ومن الصعب ان تحصل على نقاط عالية كما في غيرها من الالعاب التى يكون ال rewards هو اهم عنصر لتحفيز الاعب وتشجيعه على اللعب للمزيد من الوقت ، وبالمقابل كان الحصول على 5 نقاط في لعبة Flappy Bird شيء صعب للغاية مما يجعل مشاركته على شبكات التواصل الاجتماعي شيء مضحك الذي ادي الى مايسمى ال viral marketing

  2. abdul
    12 أبريل، 2014 at 1:57 م
    رد

    رائع جدا , موضوع مفيد ..
    واصل إثراء المحتوى العربي بتدويناتك D:

  3. ارتقاء
    24 فبراير، 2015 at 5:24 م
    رد

    التسويق مهم جدا لانجاح اي منتج او خدمة

‎اضف رد