[مصطلحات] تمويل الجمهور (Crowdfunding)

كثيراً ما نسمع عن مشاريع لألعاب نجحت بتمويل المعجبين باللعبة (Crowdfunding)، في الحقيقة مصطلح تمويل الجمهور ليس حكراً على الألعاب، فهو أسلوب ناجح ابتداءً من مشاريع إغاثية للكوارث والحروب، ومروراً بالصناعات الالكترونية وانتهاءً بالفنون، والأفلام، والألعاب. فهو طريقة قديمة وموجودة قبل الإنترنت؛ وبكل تأكيد فقد تبلور وانتشر مع انتشار الإنترنت. فما هو تمويل الجمهور؟ وما هي آلية عمله؟ وما أنجح المشاريع التي نجحت بهذا الأسلوب؟ هذا ما سأحاول الخوض فيه. بعيداً عن التعريفات العلمية والتي يمكن قراءتها في ويكيبيديا أو أي موقع آخر.

كيف ينشأ تمويل الجمهور (Crowdfunding)؟

يبدأ المشروع جمع المساهمات من الجماهير بالبدء بجزء من المشروع، ومن ثم الإعلان عنه وعرضه على المهتمين لجمع المساهمات منهم، ويتم ذلك عادة عبر أحد المواقع المختصة بهذا المجال، وقد يكون أشهرها (في مجال الألعاب) Kickstarter و Indiegogo وكذلك RocketHub. ولكل موقع آلية معينة للعمل معه، ولكنهم يشتركون في اقتطاع نسبة معينة من المبلغ الذي تم جمعه. وهذا النموذج عادة يحتاج لمهارات نشر وتسويق، وهناك طرق معروفة تستخدمها معظم المشاريع لحث المساهم على بذل المزيد، أحدها هي أن تخبر الجماهير بما ستفعله بالتمويل الذي ستحصل عليه، ومالنتائج التي ستظهر في المشروع إن حقق رقم معين. فمثلاً تذكر في واجهة موقعك إن حقق التمويل 10 آلاف دولار فستقوم بإضافة نسخة للجوال، وإن حقق 20 ألف دولار فستقوم بإضافة خاصية اللعب الجماعي إلى اللعبة.

كذلك؛ يقوم مؤسس المشروع بتحديد بعض المميزات الخاصة لمن يدفع مبالغ أكثر، فسيحصل من يدفع 10 دولارات على نسخة من اللعبة مع الموسيقى، أما من يدفع 150 دولار فسيحصل على نسخة على DVD مع مجلة أو بوستر للعبة موقعة من المطوّر، ومن يصل حتى 1000 يمكن أن يوضع له تمثال في اللعبة. وبالطبع هذه أمثلة والميزات تختلف من لعبة لأخرى.

الجدير بالذكر هو مشروع Octopus City Blues وهو مشروع لمطور عربي نجح بتمويل مشروعه وتجاوز القيمة الافتراضية التي وضعها بكثير، يمكن الاطلاع على ما ذكر من آلية العمل، كالأهداف والمكافآت عبر صفحة Kickstarter الخاصة به.

صورة تبين أهداف مشروع Octopus City Blues

صورة تبين أهداف مشروع Octopus City Blues

ما أهمية تمويل الجمهور بالنسبة لصناعة الألعاب؟

قبل هذا النموذج من التمويل، كان على المطور المستقل أن يقوم بتمويل مشروعه بنفسه، وإن أراد أن يحصل على تمويل فعليه العمل مع ناشر أو ممول، وكلاهما له مشاكل. فالناشر يتدخل كثيراً في تفاصيل داخل اللعبة لتحسين مبيعاتها، وهو قادر على إيقاف التمويل في أي لحظة، بينما المستثمر فهو عادة يستثمر في شركة وليس في مشروع واحد، بمعنى أنه سوف يتطلب إنتاج العديد من الألعاب لهذا المستثمر أو إنشاء مشروع يدوم لفترة طويلة مثل الألعاب الاجتماعية على الفيسبوك.

وهذا ما يجعل تمويل الجمهور هو خيار ممتاز للمطور المستقل؛ إضافة لذلك فهذا النموذج يسمح للمستهلك (الجمهور) أن يقرر بنفسه مالمشاريع التي يريدها، مما قد يعطي خيارات متنوعة لألعاب قد تكون قررت إحصائيات الشركات الكبيرة أنها ألعاب لم تعد صالحة أو أن مبيعاتها لا تقارن بألعاب أخرى. فأنت تضع ثقتك بالمطور، لأن يقوم بإنشاء شيء مميز تريده. وعلى غرار ما يظنه البعض؛ فإن هذا النموذج حقق الملايين لبعض الألعاب، مما يعني أنه ليس مختص بالألعاب المستقلة بل يمكن أن يصل بالألعاب لمنحى جديد، لا تتجرأ الشركات الكبيرة بإنفاق هذه المبالغ بدون ضمان أن هذه الألعاب ذات الطابع الجديد سينجح. فتحت الإنشاء لعبة Star Citizen والتي جمعت حول 30 مليون دولار! وهذا الرقم هو أكبر رقم (حتى الآن) لأي مشروع مبني على هذا النموذج، سواء في الألعاب أو غيرها.

ومن الأمثلة كذلك على المشاريع التي تخص تقنية الألعاب والتي نشأت عن طريق تمويل الجمهور:

Oculus Rift

OUYA

يمكنك قراءة نصائح حول فريق نجح في تمويل مشروعه وكانت بدايتهم من الصفر (باللغة الإنجليزية):

Tips from our successful Kickstarter on a $0 budget

للمزيد، شاهد فيديو Extra Credits حول الموضوع والذي قدمه بطريقة ممتازة ومختصرة:

 

عبدالرحمن خلوف

آخر المقالات
التعليقات ( 4 )
  1. أشرف باروم
    11 يناير، 2014 at 12:34 ص
    رد

    شرح وافي عبدالرحمن .. شكراً لمجهودك
    أود الإشارة إلى أن هناك أمثلة عربية على مواقع تؤدي نفس مفهوم مصطلح تمويل الجماهير:
    zoomal.com

    ولكن للأسف لا يوجد أي مشروع لأي لعبة حتى الآن. متى في اعتقادك يمكن أن نرى لعبة كمشروع تمويل جماهيري تنال النجاح في موقع عربي مثل زومال؟

  2. عبدالرحمن خلوف
    11 يناير، 2014 at 2:16 ص
    رد

    لا أعتقد أنه من الممكن ذلك حالياً, أما عن متى فهذا بحسب الظروف, والتي تتدخل فيها المشاكل السياسية والاقتصادية المقبلة عليها بلادنا, بالإضافة إلى أننا لا نملك ثقافة دعم المشاريع حتى الآن, وربما الكثير لا يدرك قوة ما يمكن أن يفعله الجماهير, وهي أيضاً ثقافة غير واردة عندنا (أيضاً لأسباب قمعية سياسية من وجهة نظري, فالأنشطة التمويلية أو غيرها جداً قليلة وتكرهها الحكومات)

    شخصياً لا أعتقد أنه من المهم أن تنجح لعبة عربية على موقع تمويل عربي, وليس من المهم أن يكون الممولون عرب, بل أجدها فكرة غير مبررة أن يحاول الشخص أن يطلب تمويل من فئة محددة من الناس فقط. المهم أن تنجح سواء كان الممول من الجماهير أو من ممول عربي أو أجنبي… بالنسبة لي أريد أن أرى ألعب بثقافة عربية ترى النور وهذا ما سيقوم بتقوية هذه الصناعة في المنطقة. بغض النظر عن المستثمر أو الممول

    • سيد علي حسين
      11 يناير، 2014 at 9:58 ص
      رد

      خوك ترى العاب واجد فشلت . لان العرب ما يعرفون يصنعون العاب و الحين اجوف ان السعوديين بدو يشتغلون في صناعة الالعاب و للأسف فشلت العابهم لان ما عدهم تقنيات مثل الاستوديهات الكبيرة في الغرب

  3. جِطة
    22 يناير، 2014 at 2:04 ص
    رد

    شكرا على الموضوع و أود مشاركتكم أول منصة عربية إسمها جِطة http://www.GaTTaa.com أول ملتقى للمستثمرين و أصحاب الأفكار المبدعةو الحلو المبتكرة فى مجال التجارة الإلكترونية .. يقدم الموقع خدمة إضافه المشاريع و التطبيقات و الأفكار و الحصول على تمويل أو تكوين فريق عمل و التواصل بشكل آمن و سهل مع المهتمين بفكرتك http://www.GaTTaa.com

‎اضف رد