هل اندماج تقنية الواقع الإفتراضي مع صناعة الأفلام يشكل مستقبل واعد؟
الواقع الإفتراضي (Virtual Reality)، عند سماعنا لهذا المصطلح للوهلة الأولى، تتجلى لدينا صور اعتدنا رؤيتها في أفلام الخيال العلمي (Si-Fi Movies)، أو ربما برنامج وثائقي عن التقنيات التي يستعملها رواد الفضاء لمحاكاة رحلاتهم في الفضاء الشاسع.. حسنا، هذا الأمر لم يعد مقتصرا على رواد الفضاء أو حتى مفاهيم الخيال العلمي، لأنه بالفعل حقيقة و يمكن لأي شخص الآن تجربته، مع ألعابه الرقمية المفضلة، أو مع أجهزة التلفاز التي تتوافق مع هذه التكنولوجيا.
لكن مهلاً، ما هو الواقع الإفتراضي؟
الواقع الإفتراضي مصطلح نقصد به نوعاً من تقنيات الحواسيب (Computer Technologies)، حيث أنه – بعيداً عن أية تعقيدات – يقوم بإنتاج صور ثلاثية الأبعاد تخدع دماغنا و حاستنا البصرية لنعتقد أننا متواجدون في أماكن أخرى غير التي نحن فيها في الحقيقة! ربما ترغب بزيارة كوكب المريخ و المشي على أرضه القاحلة، تسلق أعلى القمم الجبلية، أو السباحة في أعمق المحيطات. أمر رائع أليس كذلك؟ هذه التقنية يتم بالفعل استخدامها في الألعاب الرقمية، و قد اعتقد الكثيرون أن هذا أفضل استخدام لها إلى حد الآن. لكن ماذا لو تم تسخير هذه التقنية في مجال آخر، مجال ينافس صناعة الألعاب في خلق بيئات تداعب خيالنا: إنه مجال صناعة الأفلام.
كيف يمكن للواقع الإفتراضي تغيير التجربة السينمائية؟
شخصيا، لطالما نالت هذه الفكرة إهتمامي، أن نعيش واقع الفيلم في قاعات السينما، ربما داخل غرف معيشتنا، كم ستكون التجربة مشوقة و قد تجعل من صناعة السينما تأخذ منحى مختلف تماما عما شاهدته طوال العقود منذ إنتاج أول فيلم من قبل الأخوين لوميير (Lumière Brothers) في فرنسا سنة 1895.
إستديوهات الأفلام بدأت بالفعل بالإهتمام بهذه التكنولوجيا، بل و قد قامت Oculus، إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، بالإعلان عن جهاز خاص بالسينما يحمل إسم Oculus Story Audio، حيث من الواضح أن هذا الجهاز سيكون أول خطوة في تغيير التجربة السينمائية بكل حذافيرها التي إعتدنا عليها. أعتقد أن التجربة ستكون أكثر خصوصية و ربما ‘مليئة باللحظات’ خصوصا مع أفلام الرعب (Horror) التي ستكون فكرة إستخدام الواقع الإفتراضي فيها جدا مثيرة للإهتمام.. تخيل وجودك داخل منزل مسكون بالأشباح، ستصبح أنت الطريدة! أفلام الخيال (Fantasy) ستتيح لنا عيش عوالم مُبتكرة، ربما كواكب في الفضاء لم نحلم يوما بزيارتها، مع استخدام الواقع الإفتراضي ستصبح لدينا إمكانية الشعور – ضمنيا – أيضا بالأجسام الموجودة داخل هذه العوالم و من مختلف الزوايا، دعونا لا ننسى أفلام الرسوم المتحركة (Animation) التي حتما سيكون لديها تأثير كبير في تطوير هذه التقنية نظرا لأن أغلب العمل يتم على أجهزة الحواسيب نفسها، ما يتيح لها إمكانيات أكبر دون أية حدود.
التغيير الكبير الذي ستضيفه تكنولوجيا الواقع الإفتراضي إلى التجربة السينمائية لن يكون فقط مقتصرا على إمكانية مشاهتنا للأفلام من زوايا مختلفة و ربما عيش التجربة مع أبطال القصة، بل أكثر من ذلك بكثير. أجد أن تصوير الأفلام بالواقع الإفتراضي سيكون له تأثير على صناع الأفلام المستقلة.. إتاحة فرصة ثمينة لعرض قصة مؤثرة، كوميدية، درامية أو رومانسية. إن كنت أحد هؤلاء المبدعين المستقلين، فلا تتردد في البحث أكثر في الموضوع، لأن هذه التكنولوجيا ستكون تغييرا كبيرا على تجربتك كمخرج و صانع أفلام مستقل، تغيير إيجابي حتما.
ما الذي قد تواجهه هذه التكنولوجيا أثناء إنتقالها لصناعة الأفلام؟
لا توجد أية تطويرات أو تكنولوجيات دون بعض السلبيات، أو المعيقات المؤقتة كما أفضل تسميتها في هذه الحالة. أجهزة الواقع الإفتراضي كلها بداية من Oculus وصولا إلى Samsung Gear VR و HTC Re Vive، هذه الأجهزة تمتاز بأحجام كبيرة نوعا ما و التي قد يجدها العديد من الأشخاص غريبة لو تم وضعها داخل صالة سينما.
لكن كما قلت سابقا، تبقى هذه مجرد معيقات مؤقتة حيث أن هذه التكنولوجيا ستكون مطالبة بأن تأتي في أحجام أصغر و ربما تصاميم أخف و أكثر أناقة، أعتقد أن هذا سيجعلنا نرغب حتما بمشاهدة الأفلام أكثر من أي وقت مضى، بل و أيضا الرغبة في إنتاج مزيد منها و جعل قصصنا أكثر تفاعلية مع المشاهدين!
أعجبك المحتوى؟
سجّل بريدك الإلكتروني حتى تصلك التدوينات القادمة في المجالات التي تهمك!
[wysija_form id=”1″]