[مقال عمودي] ثورة مشاريع التعليم الإلكتروني و تأثيرها على المنظومة التعليمية التقليدية

بين محاولات استكشاف مجالات متعددة ورغبة في التحرر من قيود التعليم المعتاد، وربما روح الثورة والتغيير التي أصبحت تسري في العالم، أصبح التعليم الإلكتروني يمثل علامة فارقة في شكل المنظومة التعليمية في عدة دول مختلفة للكثير من الشباب والأطفال حول العالم الذين يرون فيه حلمهم الذي يتحقق  في نظام تعليمي يرضي متطلباتهم المختلفة، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض، والمجتمعات التي تكافح من أجل توفير حق التعليم لأبنائها.

في كتابه الذي يحمل اسم “Education Transformation” أو تحول التعليم ، يتناول الكاتب ” رون باكارد – Ron Packard ” الحديث عن جزئية تأثير التعليم الإلكتروني على بعض المجتمعات في أمريكا الجنوبية حيث يمكن للحكومات الاعتماد عليه لتوفير التعليم في بعض المناطق التي قد يصعب عليهم بناء مدارس بها وتحمل تكلفة كبيرة، خاصة أنه يعوض نقص الموارد والمعلمين، ويوفر فرص عادلة للدراسة للطلاب أصحاب الظروف المعيشية المختلفة، فكل طالب يستطيع التقدم بطريقته، الأطفال المسربين من التعليم، الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، الأطفال أصحاب الإهتمامات الرياضية ويصعب عليهم الإلتحاق بدوام دراسي كامل، والأطفال أصحاب القدرة الضعيفة على الالتزام بنظام دراسي صارم في بيئة المدرسة المعتادة ولكن لديهم مواهب مثيرة للإهتمام تحتاج للتنمية.

ولكن يظل التعليم الإلكتروني كسائر المشروعات أو الأفكار الجديدة، له مميزاته التي تبهرنا، بالإضافة لبعض السلبيات التي قد ننتبه إليها بعد خوض التجربة وتحليلها، فعلى سبيل المثال بعض هذه المميزات يكمن في تطوير المهارات التقنية للطلبة الدارسين، الذي ينبغي عليهم إتقان بعض مهارات التعامل مع الإنترنت وأجهزة الحاسوب المختلفة للتمكن من الدراسة بشكل سليم، بالإضافة للالتزام الذاتي بالتعلم وتحمل المسؤولية لإكمال مشوارهم الدراسي والنجاح به بدون ضغوط أو قيود معتادة، أيضاً توفر مستويات تعليم أفضل، وتمكن الطلبة من التخصص ودراسة المجالات المفضلة لديهم والتي ربما لم يوفقوا في دراستها في نظام التعليم الاعتيادي، أو تجربة أكثر من مجال لإكتشاف الميول الحقيقية، وبالتأكيد لا يمكننا إغفال عامل الوقت الذي يعتبر من أهم عوامل نجاح المواقع التعليمية الإلكترونية، فمرونة الوصول للدروس في أي وقت يناسب الطالب مما يتيح له التركيز والاستيعاب بشكل أفضل، ولكن عامل الوقت قد يصبح سلاحاً ذو حدين بهذا الشكل ويتحول لأحد الجوانب السلبية التي تعوق عملية التعليم.

فقد يصبح أمراً صعباً على بعض الطلاب غير الملتزمين بعامل الوقت في تسليم مهامهم الدراسية في الأنظمة المعتادة النجاح في نظام التعليم الإلكتروني، وخاصة مع إعتقاد أغلب الدراسين بأن الدراسة الإلكترونية تتطلب عدد ساعات أقل. من الجوانب السلبية أيضاً، قلة الإتصال المباشر بالمعلمين وبيئة الدراسة، افتقاد روح الفريق والإجتماعيات التي تحصل بين الطلاب بشكل غير رسمي في داخل الفصول الدراسية، مما يؤدي إلى ضعف الشعور بالمسائلة وعدم الإنتظام بالدراسة أو استكمال المشاريع المطلوبة منهم، يعزز هذا الشعور بالطبع غياب المعلم في أغلب الوقت لممارسة دور الرقيب والموجه للطلبة.

في النهاية أعتقد أن تجربة التعليم الإلكتروني أصبح من الضروري خوضها وتطبيقها في أغلب المدارس النظامية، لا من أجل مواكبة العصر وإحداث تغيير حقيقي في شكل التعليم، بل للإستفادة من التجربة وتطويرها وترك الإختيار للطالب لتقرير شكل الحياة التعليمية التي يريد أن يحظى بها، خاصة في وطننا العربي، الذي أصبح من المنافسين  في هذا المجال بمشاريع تعليمية هامة مثل أكاديمية التحرير، موقع رواق، بالإضافة إلى موقع إدراك التعليمي.

المصادر: 1، 2 ، 3

آية عاشور

آخر المقالات
التعليق ( 1 )
  1. حمدي محمود
    6 يوليو، 2015 at 12:26 م
    رد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مقال مفيد وشيق، وأود التنبيه على خطأ كتابي هو:
    في السطر قبل الأخير جملة ( بالإضافة غلى موقع إدراك التعليمي. )
    كلمة إلى …. مكتوبة غلى.

‎اضف رد