١٠ حلول مقترحة لسلبيات واجهات الاستخدام لتحسين تجربة المستخدم

عندما كتبت المقال السابق عن سلبيات واجهات الاستخدام في أنظمة التشغيل لم أكن أنوي طرح حل عملي في هذا المقال، لأن الحل الوحيد الذي كنت أفكر فيه كان حلاً جذرياً يتطلب إعادة تصميم شاملة لأنظمة التشغيل، فكرة ممتعة نظرياً وصعبة عملياً وربما تكون مستحيلة الآن لأن أنظمة التشغيل الثلاث الكبيرة (لينكس، ماك وويندوز) لن تتغير بين ليلة وضحاها جذرياً بهذا الشكل، بل حتى التغييرات الصغيرة تجد معارضة كبيرة وويندوز ٨ مثال جيد هنا، مجرد حذف قائمة ابدأ (start) جعل الناس يطالبون بعودتها وهذا ما فعلته مايكروسوفت لهم، فكيف لو غيرت مايكروسوفت كل شيء وطرحت نظاماً جديداً تماماً؟ ستكون مغامرة خطيرة مالياً على مايكروسوفت لأن الناس لا يرغبون في تغيير جذري يجعلهم يعودون إلى المربع الأول ويعيدون تعلم واجهة أخرى.

لذلك كنت أفكر بحل عملي ووصلت إلى الفكرة عندما زرت موقع Google Drive، واجتمعت كل القطع في مكان واحد، يمكن بتغييرات ليست بالصغيرة ولا بالجذرية أن تحل كثير من المشاكل التي ذكرتها في مقالي السابق، لذلك إليك التفاصيل؛ لنأخذ ويندوز كمثال، تصور أن مايكروسوفت قررت في إصدارها القادم أن تغير مدير الملفات ليتجاوز المشاكل التي ذكرتها في المقال السابق، هذا ما أتخيل أن مدير الملفات الجديد سيكون قادراً على فعله.

١) زر لإنشاء ملفات جديدة، يمكن إنشاء ملفات جديدة من خلال التطبيقات إن كان هذا ما يريده المستخدم لكن سأفترض أن مايكروسوفت ستشجع مطوري البرامج على إلغاء هذه الخاصية من برامجهم لتصبح موحدة وفي مكان واحد، إذا ضغط المستخدم على الزر ستظهر له قائمة بالملفات التي يمكن إنشائها، ملف نصي، ملاحظة، عملية حسابية، جدول ممتد، ملف لبرنامج Word إن كان حاسوبه يحوي البرنامج، وملفات لأي برامج أخرى متوفرة في الحاسوب.

عندما يختار المستخدم الملف الذي يريد، تظهر له نافذة البرنامج المسؤول عن هذا الملف، يضع المستخدم المحتويات التي يريدها ويغلق البرنامج، في هذه اللحظة يحفظ البرنامج المحتويات ويحفظ الملف باسم مناسب، إن كان الملف نصياً سيختار كلمات من أول سطر، إن كان رسماً أو صورة فعرض الصورة مصغرة سيكون كافياً لأن الصورة لا تحتاج لاسم، وإن كان الملف من نوع يحتاج لاسم فعلى مدير الملفات أن ينبه المستخدم بأن هذا الملف بحاجة لوصف له.

في مدير الملفات يظهر الملف الجديد في أعلى نافذة عرض الملفات، وكل ملف جديد سيظهر في أعلى النافذة، وأي ملف أجرى المستخدم فيه تعديلات سيرتفع ويظهر في أعلى النافذة، هكذا تظهر ملفات المستخدم بترتيب من الأحدث إلى الأقدم، بحسب التعديلات التي أجراها المستخدم على الملفات.

٢) وسيلة لتصنيف الملفات، إذا ضغط المستخدم على الملف مرة، ستظهر مساحة جانبية على يسار أو يمين مدير الملفات تحوي أدوات تسمح للمستخدم بتصنيف الملف، فيضع مثلاً تصنيفات مثل “مقال، بحث، جامعة، واجب” لملف نصي لبحث يحتاج لإنجازه للجامعة، ويضع تصنيفات مثل “مشتريات، تكاليف” لعملية حسابية جمع فيها تكاليف مشتريات يوم، وهكذا يضع تصنيفات مختلفة للملفات، ويمكن كذلك وضع الملفات في مجموعات أو مجلدات، مثلاً يجمع الملفات الشخصية في مجلد واحد، أو يجمع الملفات المتعلقة بالجامعة في مكان واحد.

ويمكن للمستخدم أن يخبر مدير الملفات بأن هذا الملف مرتبط بملفات أخرى، مثلاً لنتصور أن المستخدم لديه مشروع تصميم قطعة أثاث ولديه ملف تصميم ثلاثي الأبعاد، يمكن أن يخبر المستخدم مدير الملفات بأن هذا الملف مرتبط بصور جمعها المستخدم من الشبكة لقطع أثاث، ولعنوان موقع يوفر أدوات نجارة، وملف جدول إلكتروني لتكاليف شراء القطع وتوصيلها، يمكنه فعل هذا ببساطة من خلال سحب هذه الملفات ووضعها في خانة “ملفات مرتبطة” وهكذا ينشأ المستخدم روابط بين هذه الملفات، ستظهر فائدة ذلك في نقطة لاحقة.

٣) طرق مختلفة لاستعراض الملفات، مدير الملفات يجب أن تكون لديه المرونة الكافية لعرض الملفات بالطريقة التي يريدها المستخدم مثل:

– اعرض كل الملفات تحت تصنيف “جامعة”
– اعرض ملفات الصور فقط.
– اعرض ملفات الفيديو والصور تحت تصنيف “مشروع ٢٠١٤”
– اعرض الملفات المتعلقة بفلان من الناس، تصور أن ترى كل شيء مرتبط بشخصٍ ما، رسائله، عنوانه، وأي ملفات أرسلها لك، هكذا تستطيع أن ترى كل شيء في مكان واحد.

٤) استعراض الملفات دون برامج، إذا ضغط المستخدم على ملف ما وطلب استعراضاً سريعاً له يمكن لمدير الملفات أن يعرض محتويات الملف دون فتح برنامج آخر، هذه خاصية متوفرة في نظام ماك ويفترض أن تكون متوفرة في كل نظام، لكن أضف إلى ذلك أن مدير الملفات يعلم أن هذا الملف مرتبط بملفات أخرى لأن المستخدم أخبره بذلك أو لأنه خمن هذه العلاقة من خلال التصنيفات، فيعرض على يمين ويسار الملف ملفات أخرى يمكن أن يضغط عليها المستخدم فيرى محتوياتها مباشرة ويتنقل بينها فقط بالنقر عليها.

٥) لبعض الملفات يجب أن يوفر مدير الملفات زراً لتحرير محتوياتها، إن كان محتوى الملف بسيطاً فيفترض أن يتعامل معه مدير الملفات مباشرة، ملف نصي مثلاً يفترض ألا يتطلب تشغيل محرر نصي إلا إذا أراد المستخدم قدرات محرر نصي آخر، كذلك الصور والبريد الإلكتروني ومحتويات أخرى، إن كان مدير الملفات قادراً على التعامل معها فلم لا يفعل ذلك؟ سيوفر هذا بعض الوقت على المستخدم وستبقى البرامج لتوفر خصائص متقدمة عندما يريدها المستخدم.

٦) الملاحظات خاصية أساسية، الملاحظات هنا أعني بها نوع من المحتوى يخص المستخدم فهو من يكتبها لكنها مرتبطة بملفات أخرى، يضع ملاحظات على الكتب لكن هذه الملاحظات لا تبقى حبيسة الكتب بل تكون متوفرة في مدير الملفات، وبالضغط عليها تُعرض ويرى المستخدم فيها رابطاً يقوده لمكان الملاحظة في الكتاب، ويمكن وضع الملاحظات على أي نوع من المحتويات، سواء صور أو مقاطع فيديو أو ملفات صوتية أو أي نوع من الملفات.

وإن دمجنا خاصية العرض بخاصية الملاحظات سيكون لدينا مدير للملاحظات يجمعها كلها في مكان واحد ويوفر أساليب مختلفة لاستعراضها.

٧) تخصيص واجهة مدير الملفات، يفترض أن يستطيع المستخدم تخصيص الواجهة فيحذف منها ما لا يريده ويضيف لها ما يريده، وفوق ذلك يمكن إنشاء برمجيات صغيرة أو macro تُنجز أعمالاً متكررة بشكل سريع، تصور مثلاً أن يطور المستخدم ماكرو يوفر عليه بضع نقرات وبعض المجهود، فمثلاً يطور المستخدم ماكرو يخبر الحاسوب أنه إذا وضع المستخدم بطاقة SD تحوي صوراً فعلى الحاسوب نسخ هذه الصور إلى مدير الملفات، حذفه الصور في البطاقة، ثم فتح كل الصور الجديدة في مستعرض الصور، هذه العملية تتكرر مرات كثيرة عند من يمارسون هواية التصوير وستوفر عليهم بعض الوقت والجهد.

فكرة أخرى، مثلاً عندما ينشأ المستخدم ملاحظة يسميها مصروفات اليوم يعمل مدير الملفات تلقائياً على وضع تصنيفات محددة لهذه الملاحظة مثل “مصروفات، مالية، فاتورة” ويوفر خاصية جمع تلقائية لكل الأرقام في هذه الملاحظة، بمجرد أن يكتب المستخدم الرقم يظهر له الناتج أسفل الملاحظة وإذا كتب أرقاماً عدة يظهر له الناتج ويتغير بحسب قيمة الأرقام.

هذه الفكرة متوفرة في ألعاب الفيديو، فبعضها مثل لعبة World Of Warcraft يوفر خاصية كتابة برامج صغيرة توفر على المستخدم تكرار بعض الأعمال وتعطيه بعض المرونة في تغيير واجهة الاستخدام وكثير من المرونة في تغيير واجهة الاستخدام بوضع إضافات إلى اللعبة، يمكن تكرار هذه الفكرة في مدير الملفات كذلك، أن يكون قابلاً للتغيير والتوسع باستخدام الإضافات، هذه خاصية ستكون مفيدة لكثير من المستخدمين حيث أن التصميم الأساسي لواجهة مدير الملفات قد لا تناسب الجميع والإضافات ستعالج هذه المشكلة.

٨) لا يمكن وضع الملفات في سطح المكتب، يفترض أن يجبر النظام المستخدم على استخدام مدير الملفات كواجهة وحيدة للتعامل مع الملفات، فلا يمكن وضع الملفات في أي مكان آخر ومن ضمنها سطح المكتب، أشدد على هذه النقطة لأنني رأيت ما يكفي من أسطح المكتب العشوائية التي تحولت لمكب ملفات من كل نوع.

٩) خاصية البحث أساسية، هذه النقطة لا تحتاج لشرح كبير لأن هذه الخاصية متوفرة حالياً في أنظمة التشغيل، يفترض بمدير الملفات أن يوفرها في الواجهة ويمكن الوصول لها بنقرة زر.

١٠) لا بد من وجود اختصار لإنشاء الملاحظات سريعاً، هذه خاصية أراها مهمة، مثلاً يضغط المستخدم على زر ويبدأ في الكتابة مباشرة، أو يضغط على اختصار في لوحة المفاتيح ويبدأ في الكتابة مباشرة، سواء كان مدير الملفات يعمل أو لا يعمل، هذه الخاصية يفترض أن تكون متوفرة على مستوى نظام التشغيل بحيث يمكن الوصول لها في أي لحظة ومن أي مكان وبأسرع وقت.

كل ما ذكرته أعلاه من تغييرات ممكن بل أكثرها ممكن بدون حتى تدخل مصنعي أنظمة التشغيل أو البرامج، صحيح أن كلامي نظري هنا لكن أطرحه على أمل أن يلهم شخصاً ما لتنفيذ بعض هذه الأفكار، أو على أمل أن أتعلم البرمجة وأطور ما أطرحه هنا بنفسي، لأنني سئمت انتظار الحلول من الآخرين.

عبدالله المهيري

آخر المقالات
التعليق ( 1 )
  1. خالد
    23 سبتمبر، 2017 at 11:14 م
    رد

    كتبت تعليق سابقاً..واتعجب من عدم ظهوره..يمكن المشكله بأتصال الانترنت لدي..
    المهم ..اولاً عليك اخي الفاضل اضافة التاريخ لمل مقال تكتبه..
    فأنا ارد عليك الان ولا اعلم متي تم كتابة هذا المقال…

    بالنسبه لواجهة المستخدم…لست انت الوحيد الذي يفكر بهذه الامور..انا ايضاً افكر دائما لو كان هناك تعديلات واختصارات ،لأني اشعر بأن هذه الواجهه لا تناسبني…

    واظنك تعلم ان المزيد من الخيارات يعني المزيد من التعقيد..وبالتالي هروب المستخدم العادي من هذا النظام..
    اتعلم…اغلب من رأيتهم ينتقلون الي نظام الماك..كان بسبب سهولة الاستخدام وبساطته…

    الحل بنظري ولا ارى اي حل اخر غيره…لدرجة اني كنت اريد مراسلة ميكروسوفت بشأن ذلك.. وهو
    عمل واجهتين استخدام..
    واحده للمستخدم العادي والاخرى للمستخدم المحترف..
    ويتم التبديل بينهم بأي وقت ..
    ببساطه..مثلا…اضغط على زر الويندوز +زر P+ زر S
    وتنتقل الي واجهة المستخدم المحترف…
    واجهة المستخدم المحترف يجب ان تكون مليئه بالاختصارات والاوامر والمزايا المتقدمه التي يحتاجها اي محترف حاسوب فعلاً..

    اما متصفح الانترنت فهو اكبر كارثه في الويندوز والسبب الرئيسي لهجرة الناس الي استخدام نظام الماك او استخدام متصفح جوجل كروم..
    ميكروسوفت لم تتعلم الي الان…
    الي الان مازالت لا تعرف سبب تفوق متصفح جوجل كروم على الانترنت اكسبلورر..
    نشاهدها مهتمه بسرعة تحميل الصفحات بل وتدخل منافسه حاميه مع باقي المتصفحات…ظنناً منها ان ذلك سيجذب المستخدمين بالحقيقه ان سبب هجرة المستخدمين لمتصفحها هو تصميمه السيء..
    مثل..كثرة رسائل التنبيه،واشرطة التولبار..والاختصارات التي تظهر في الاعلى وخطف الصفحه والانتقال عشوائيا…
    كل تلك الامور فقط المستخدم المتقدم هو من يستطيع ان يتعامل معها بشكل جيد بل حتي المستخدم المتقدم يصاب بالضجر من كثر هذه الاشياء..
    بعكس متصفح جوجل كروم ..فلا يمكن ابداً اضافة شريط اعلى السفحه او اي اختصار او ظهور رساله تنبيه قد تتسبب بأرباك المستخدم…
    ..
    وهنا الحل يكون ايضاً ..عمل واجهتين للتصفح..واحده للمستخدم المبتدئ ..والاخرى للمستخدم المتقدم..

‎اضف رد