[مقابلة] تجربة موقع المعلم في تعليم تصميم الألعاب والبرمجة بالعربية
أحمد الشورة مؤسس موقع وقناة المعلم على اليوتيوب، شاب نذر نفسه وحياته لتعليم الناس كيفية تصميم الألعاب والبرمجة من خلال فيديوهات عالية الجودة انتظم على نشرها منذ سنوات، ومن خلال بعض الألعاب المفتوحة المصدر. في هذه المقابلة يحدثنا أحمد عن شغفه بالألعاب والبرمجة والتقنية، وعن نشاطاته التعليمية، ومحاولاته لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، وبواعثه وراء هذا، والصعوبات التي يواجهها، ونصائحه لمن يرغب في أن يحذو حذوه في هذا الطريق.
قد تتفق مع أحمد الشورة في بعض الأمور، وقد تختلف معاه في أمور أخرى، ولكن لا يمكننا أن ننكر أهمية تجربته، وحاجتنا لتجارب مماثلة في العالم العربي تكون بمثابة ذراع ممدوة لكل من يرغب -خاصة من الناشئة- في دخول مجال تصميم الألعاب، أو أي مجال آخر، فثقافة التعليم ثقافة عامة غير محصورة بالألعاب فقط، ونحتاجها في شتى المجالات عربياًُ.
– بادئ ذو بدء حدثنا عن أحمد الشورة كلاعب ومصمم ألعاب وعاشق للتقنية، متى بدء هذا الشغف؟
بدايتي مع التقنية عموماً والكمبيوتر وألعابه خصوصاً مبكرة نوعاً ما، ففي ثمانينيات القرن الماضي لم يكن الكمبيوتر الشخصي شيئاً متعارفاً عليه في العالم كله. لكن في هذا الوقت حصلت على جهاز من نوع صخر وآخر من نوع كومودور 64، وكان “حباً من أول نظرة”! لم تكن الألعاب كثيرة في هذا الوقت، لهذا قررت في هذا السن المبكر (الثامنة ربما) تعلم لغات البرمجة لصناعة ألعابي الخاصة. أما في أوائل التسعينيات فكان لدي جهاز كمبيوتر شخصي في المنزل –وكان هذا حدثاً نادراً للغاية في مصر- وبدأت بتعلم نظام تشغيل DOS، ثم دخل الإنترنت مصر -وبُهرت بفكرة الوصول إلى أجهزة كمبيوتر أخرى حتى وإن كانت المتصفحات شيئاً من الخيال في هذا الحين- ثم نظام ويندوز 3.11، فويندوز 95، إلخ…
وحتى في سفراتي اللاحقة –حيث عملت كضابط بحري- كان جهاز الكمبيوتر المحمول صديقي الصدوق، فبدأت بتعلم المزيد من لغات البرمجة كالباسكال والجافا، فصناعة برمجيات متعددة، شخصية وتجارية.
– قررت تعلم البرمجة في عمر الثامنة لتصميم الألعاب! هذا تفكير سابق لسنك -وقتها- بكثير، هل لك أن تحدثنا عن تجاربك الأولى؟
عندما ترى التماع عينا طفل صغير يتعرف على الكمبيوتر لأول مرة في يومنا هذا ترى انبهاراً صرفاً في المعتاد. عليك أن تتخيل هذا الاحساس منذ أكثر من 3 عقود، حين لم يكن في الشارع بأكمله –بل وربما المنطقة كلها- جهاز كمبيوتر آخر لتتمكن من الاقتراب من إحساسي في هذا الوقت. ولاحظ أبي –حفظه الله- من أيام أجهزة “صخر” أن عقلي يتماشى مع منطقية البرمجة، وأن صعوبتها –خاصة في البدايات- تشعل فتيل التحدي فيّ، فكان أن اشترى لي –من إنجلترا وقتها، حيث لم يكن مثل هذا مسموعاً به في أكثر بلدان العالم- كتباً في لغات البرمجة المبدئية –كالبيسِك ولغات البرمجة الخاصة بصخر. وكان التوفيق الإلهي أن تنتشر الإنترنت في العالم كله بعد هذه الآونة بفترة وجيزة، ثم تصل مصر مبكراً في 1994، وكان من أول ما وجد عليها دورات تعليمية للكثير من لغات البرمجة. فهذا تخطيط إلهي كله لا دخل لي فيه. ويمكنك تصور نوع ألعابي الأولى التي كانت من نوع (غزاة فضاء “آتاري“) وما على شاكلتها، لكنها رسخت المنطق فيّ منذ الصغر وكسرت الرهبة التي أراها لليوم في كل من يحاول تعلم البرمجة أو صناعة الألعاب.
– أنت بعد هذا الشغف المبكر بالبرمجة والألعاب والتقنية نجدك في النهاية تصبح ضابطاً في البحرية، لماذا لم تسلك طريقاً له علاقة بمجال شغفك؟
كنت ممن تخرجوا من المدرسة في الخامسة عشرة، والتحقت بالأكاديمية العربية للنقل البحري –وقتها-. كان هذا مزيجاً من أمور أولها المجموع –وسط هذا الركام الهائل من نظم التعليم الفاشلة في مصر- لكن أهمها حقاً كان ولعي الشديد بالسفر ورؤية العالم والتعامل مع ثقافاته المختلفة. كان بإمكاني دراسة أشياء أقرب للبرمجيات خارج مصر –حيث لم يكن بمصر وقتها هذا الشلل المروري من المعاهد والجامعات على كل ناصية. لكن بما أن خبرتي في تعليم النفس كانت ناجحة من البداية بفضل الله –وأفضل من الدراسة المدرسية كثيراً- لم أعتبر هذا حائلاً. بل والوقت الكثير في البحر أتاح لي تعلم الكثير من اللغات البرمجية وغيرها كما ذكرت. وقد نجحت هذه الطريقة تماماً، لدرجة أنني بعد توقف عن البرمجة أكثر من 10 سنوات، وعن صناعة الألعاب أكثر من 20 سنة، بمجرد عودتي للتعلم –وإن كانت لغات أحدث لم تكن موجودة أيامي مثل++C و#C إلخ، بدا الأمر كأني قضيت شهراً بعيداً عن البرمجة، لا سنوات طوال.
– من إحدى ألعابك لعبة “الفدائي” التي تصفها بلعبة “مفتوحة المصدر”، ما معنى ذلك؟
البرمجيات مفتوحة المصدر (Open Source) فكرة عالمية ليست بالحديثة. وهي برامج يعمل عليها واحد أو أكثر –من المتطوعين عادةً- لتأدية هدف محدد، ثم تُطرح هذه البرمجيات والنصوص المكتوبة بها للعامة بغير مقابل، ليتمكن أي شخص من تغيير النصوص فيغير جزءاً محدداً من البرنامج ليتلائم مع متطلباته الخاصة. ومؤخراً بدأ فكر المصدر المفتوح ينتشر لمجالات أخرى غير البرامج، مثل الأفلام والتحريكات (animations) وغيرها.
لم تعد لعبة الفدائي هي اللعبة مفتوحة المصدر، لكن كانت محاولة أولى لنشر الفكرة بين الناطقين بالعربية بلعبة علمت متابعي الموقع طريقة صنعها بأنفسهم. وقد كانت محاولة فاشلة مع الأسف. ومن وقت قريب قمت بمحاولة ثانية لإحياء هذه الفكرة في لعبة جديدة بدأنا لتونا بوضع خطوطها العريضة، والإقبال –رغم ضعفه الشديد من صانعي الألعاب- أفضل قليلاً من المرة السابقة والحمد لله.
– حدثنا عن مشروعك المفتوح المصدر الجديد، وكيف يمكن للمهتمين من قراء موقعنا الانضمام والمشاركة فيه؟
المشروع هو –اختصاراً- لعبة يتشارك فيها عدد من صانعي الألعاب العرب على اتفاق أن أصول اللعبة ستكون متاحة لكل من شاء لتحميلها والتغيير فيها كما يشاء. من نافلة القول طبعاً أن اللعبة نفسها ستكون متوافرة للتحميل مجاناً. والهدف أن تكون “استعراض عضلات” للعرب، لنثبت –للعرب قبل أي شخص آخر- أننا قادرون على التحدي والوصول لنتائج أفضل من الغربيين والشرقيين على حد سواء إن شاء الله.
كل من يرغب بالمشاركة في صنع اللعبة مُرَحَّب به ما دام جاداً في تخصيص بعض الوقت أسبوعياً –ولو ساعة- ومتمكن من المجال الذي يريد المشاركة فيه. حالياً، يمكن التواصل مع الفريق والانضمام له عبر صفحة الفيس بُك (اضغط هنا)، وقريباً إن شاء الله سيكون الأمر متاحاً عبر موقع المُعلِّم نفسه.
– لأحمد الشورة قناة على اليوتيوب باسم “المعلم” AlMo3allemChannel، في هذه القناة نراك تقوم بعمل فيديوهات تعليمية على أرقى مستوى لتعليم متحدثي اللغة العربية كيفية التصميم باستخدام محرك الألعاب Unity، وبرنامج الرسوم الثلاثية الأبعاد Autodesk Maya، وغيرها، وحقيقة ما نراه من جهد في هذه القناة واستمراريتك فيها دون انقطاع شيء يستحق التحية، والوقوف تقديراً له، وشيء قلما نراه في عالمنا العربي، ما بواعث أحمد الشورة وراء هذا الجهد العظيم؟
جزاك الله خيراً لثناء لا أستحقه. قناة المُعلِّم على يوتيوب ما هي إلا وعاء لفكرة كبيرة ذات أبعاد متعددة. القناة في الواقع هي امتداد لموقع المُعَلِّم، والذي نشأت فكرته من عام 2001 تقريباً، ثم تبلورت حتى اتخذت شكلها الحالي في عام 2010.
موقع المُعلِّم ينتهج النهج الإسلامي الذي انتهجه الغرب وتناسيناه نحن، مستبدلين الدور القيادي الذي أسنده الله للمسلمين باتباع كل الأمم الأخرى. وقد أمرنا الله بنشر العلم والخير بين الناس، بغير انتظار لمقابل في الدنيا –مادي أو غيره- وإن كان أعلمنا أن نشر العلم يعود بالخير على كل الناس، ناشره ومستقبله.
وما قناة اليوتيوب والألعاب مفتوحة المصدر وتعليم لغات البرمجة والزراعة الطبيعية وغيرها، إلا سبل متعددة اتخذها الموقع منهاجاً له، وتفرع منها في اتجاهات مختلفة. وقد تقدم الموقع بخطوات مدروسة –وإن كانت بطيئة بسبب قيامي عليه وحدي حتى الآن- للوصول لهذا الهدف. واستراتيجية الموقع الحالية هي تحويله إلى مثال للأكاديمية المفتوحة التي تتيح للدارس –في أي مجال يريده- أن يتقدم من مستوى الصفر في الطريق الذي يريد أن يسلكه –ونسمي هذا المستوى بمستوى “الكُتَّاب”- ثم يتقدم إلى المستوى الثاني العملي، وأسميه المستوى”الأكاديمي”. يتيح هذا المستوى الأخير للدارس صقل خبراته في المجال الذي يدرسه عن طريق دورات أكثر تقدماً، تسمح له بالعمل الفعلي في هذا المجال. هناك مستوىً ثالث في الخطة كذلك، وأسميه المستوى “العلمي”، حيث يتيح للدارس التميز في مجاله عن طريق دورات متقدمة، تفرز أصحاب المستويات الأرقى، وتتيح لهم أن يعلموا غيرهم بدورهم عن فهم كامل.
طبعاً لا داعي لذكر أن كل ما سبق مجاني أرجو به وجه الله، وأتمنى العثور على أشخاص متميزين في مجالاتهم يشاطرونني الفكر والهدف ليمكن للموقع أن يتقدم أسرع، وتتوسع المجالات التي تدرس به.
– وما أهم العقبات التي تواجهك؟
أهمها –وإن كان من لم يجرب ما نسميه اليوم “العمل الخيري” سيستغرب هذا- ضعف همة أمتنا وأنانية أصبحت مفرطة في كل شيء، وما التعلم والتعليم بمختلفان في هذا الشأن. عقبات أخرى تؤثر في التقدم السريع للموقع تشمل عقبة الوقت وكثرة العمل الذي يحتاجه الأمر على شخص واحد لتعدد ما يمكن تقديمه ومحدودية اهتمامتي الشخصية –مهما تنوعت- والتي تحد من المواد التي يمكن تعلمها على الموقع، بالإضافة طبعاً للعقبة المادية التي يحتاجها مثل هذا العمل –وإن كانت الأخيرة أقل أهمية بكثير من سابقاتها-.
مثال لأحد فيديوهات أحمد الشورة التعليمية
– ما مدى رضاك عن ما قدمته لحد الآن؟ وما خطوتك التالية على القناة وفي عالم صناعة الألعاب؟
بما أنني لست ممن يقيمون أداءهم تبعاً للظروف المحيطة أو “المنافسة” (إن جاز مثل هذا التعبير)، بل تبعاً للنتيجة الفعلية، فيمكنني القول بكل ارتياح أنني مقصر تقصيراً شديداً فيما قدمته وما يمكنني تقديمه. أما عن الخطوات التالية فهي –كما يمكنك أن تتوقع- كثيرة إن شاء الله؛ أولها العمل البطيء على اللعبة العربية مفتوحة المصدر الجديدة، وهو بطيء بسبب نقص المهتمين بالموضوع والذين يملكون قدرة فعلية –لا متخيلة- على المشاركة في إصدار لعبة ثلاثية الأبعاد عربية كاملة، تتمكن من المنافسة بجدية مع الشركات العالمية الكبرى. فنحن ننوي إن شاء الله ألا يقل مستوى اللعبة عن AA إن لم يكن AAA –ولو مع الوقت الطويل. الله المستعان.
– بخصوص رغبتك في عمل لعبة AAA ألا ترى أنها رغبة عالية جداً، وربما قد تكون صعبة المنال في وضع ظروف صناعة الألعاب العربية الحالية؟ الكثير من مصممي الألعاب المستقلة حول العالم كانوا يأكدون على أن أهم خطوة في صناعة الألعاب المستقلة هي “أن تبقى أحلامك وألعابك في حدود الممكن حجماً وطموحاً”، ما تعقيبك على ذلك؟
كل شيء ممكن ما توافرت الهمة العالية والوقت. النصيحة السليمة لا تكون ” أن تبقى أحلامك وألعابك في حدود الممكن حجماً وطموحاً “، بل تكون –كما رددت مراراً في المجموعات التعليمية المختلفة-: “ألا تمل، وأن تخرج أجزاء من اللعبة سريعاً لتحصل على رد فعل يساعدك على الاستمرار في الاتجاه السليم”.
– برأيك لماذا نفتقد نحن متحدثي اللغة العربية ثقافة المحتويات التعليمية / الثقافية / الترفيهية المجانية عالية الجودة؟ وما الحل لزيادة هذا المحتوى؟
الحقيقة هي أن افتقادنا كعرب لتلك الثقافات هو جزء من كل. فنحن –كما أسلفت- فاقدي الهمة والمثابرة، ونفتقد لمبدأ “ثقافة” في حد ذاته الآن. فلا نطلع على ما يحدث حولنا في العالم إلا فيما نحب –أو على الأقل فيما نظن أننا نحبه إلى أن يصطدم بضعف الهمة الذي أصبح كالوباء المتفشي فينا. لم نعد نفهم أن الإنسان المثقف هو إنسان يعرف القليل عن كل شيء في الدنيا، ويكون محترفاً لشيء أو اثنين.
إن كنت تبحث عن “كبسولة” لعلاج مثل هذا الأمر، فهي لم تُخترع بعد. لقد تراخينا كثيراً حتى صرنا في مؤخرة الركب –أي ركب تحبه-. وليس هناك حل لأكثر المشاكل التي تواجهنا على كل الأصعدة إلا العمل الشاق والمستمر، لا لنتقدم الركب، بل فقط لنلحق به. علينا تربية مفهوم العمل الجاد –شاقاً كان أم لا- في أنفسنا والمثابرة عليه تحت أي ظرف. ولابد من أفراد يبدأون بأنفسهم ويتحملون كل العقبات التي ستواجههم، ليشقوا طريقاً يمشي فيه غيرهم من ورائهم.
– هل بإمكانك أن تعطي القراء الصادقين في رغبتهم في المساهمة في إثراء المحتوى الإبداعي / التعليمي العربي على الإنترنت خطوة يبدأون منها مشوارهم؟
في الحقيقة هذا الموضوع هو جزء لا يتجزّأ من تجربة المُعلِّم. فالموقع يوفر لمن أراد منفذاً يخرج فيه قدراته الإسهامية التعليمية تحت نفس المظلة. فإذا امتلك شخص معلومات عن السباكة أو معلومات عن صناعة الأقمار الصناعية أو الكيمياء الحيوية، يمكنه إعداد مجموعات تعلم هذا العلم للناطقين بالعربية، وسنعرضها على الموقع، بل وسنعاونه في إعداد المجموعة بشكل علمي إذا رغب، وفي أي مجال آخر يسهل له التركيز على توصيل المعلومة –التي هي أصل الموضوع.
لكن بعيداً عن المُعلِّم، يمكن لكل شخص –أكرر كل إنسان أياً يكن- أن يقوم بنشر معلومة ولو صغيرة، في هيئة مرئية، مسموعة أو مكتوبة. كل معلومة مهما استصغرناها ستجد من يرغب في تعلمها. المهم أن نبدأ ولا نحقر من المعروف شيئاً.
– قبل بدء المقابلة وصفت نفسك “بالشخص الغريب”، لكن ألا ترى أن الغرباء هم المميزون؟ هم من يملكون القدرة على تغيير عجلة التاريخ / البشرية؟
أوافقك في كون الغرباء مميزون كما تفضلت. لكن بعد خبرة السنين، فأنا أرى أن الشخص المميز الذي يسر بتميزه هو فقط شخص كان متميزاً في حياته ثم مات. لا راحة للغرباء والمميزون في هذه الدنيا للأسف. ومن يغيرون التاريخ يواجهون الصعاب طوال حياتهم، ثم هم في المعتاد أول من “تدهسهم” عجلته، ويتباكى التاريخ عليهم فيما بعد على كلٍ، الله المستعان.
– من الأشياء التي لاحظتها على قناتك “المعلم” إصرارك على تعريب مصطلحات الألعاب واستخدام الألفاظ العربية حتى وإن بدى الناتج ثقيلاً على السمع، فعلى سبيل المثال كنت تسمي ألعاب الـ”First Person Shooter” بإسم ألعاب “المُطلِق أول”، لماذا ذلك؟ ومالذي سيضيفه لنا؟ ألا ترى أنه قد يتسبب في انفصال متابعيك عن لغة الألعاب العالمية خاصة وأن شريحة منهم ربما لا تتقن لغة غير العربية؟
أنا أتحدث الإنجليزية وغيرها بطلاقة والحمد لله، بل وصل عدد اللغات التي أتحدثها في وقت من الأوقات لستة لغات. Occupational Hazard كما يقولون. ومع ذلك فلا أرى ما يجبرني على استخدام مصطلح –إنجليزي كان أو حتى عربي- لمجرد أنه “دارج” أو أخف على السمع. نحن أهل لغة الضاد، أفضل اللغات في العالم. والهدف من استخدام الكلمات عموماً هو توضيح معنى لمستمع بطريقة يفهمها. لهذا فمن الطبيعي أن أحاول تعريب كل ما يمكن تعريبه من كلمات وأنا أخاطب عرباً. بالإضافة للسبب الآخر الذي ذكرته، وهو أن شريحة كبيرة من متابعيَّ –وغيرهم من الناطقين بالعربية- لا يجيدون الإنجليزية. لهذا ستتحول معهم كل P إلى B، وكل TH إلى S، إلى غير ذلك مما يحفظه كل عربي و”يميز” نطقنا للغات الأجنبية، وبغير داعٍ على الإطلاق. أحاول مع كل كلمة أعرِّبها أن أوضح اسمها الإنجليزي مع ذلك، وهذا لكي –كما تفضلتم- لا ينفصل أحد عن القدرة على المتابعة العالمية إذا أراد، وأيضاً لكي يتمكن من يعرف شيئاً عما أشرحه من فهم ما أقول وربطه بما يعرف بسهولة.
– كلمة أخيرة يود أحمد الشورة أن يقولها لقراء موقع زاش.
أنا إنسان طاف الدنيا شرقاً وغرباً بحكم عملي. وقد تعاملت مع شعوب الأرض جميعاً، من الأمريكيين والكنديين غرباً، إلى الإندونيسيين والصينيين شرقاً. وقد كنت في بدايات “عصر الكمبيوتر الشخصي” لا يكاد يمر علي يوم بغير أن أعلِّم رجلاً إنجليزياً أو امرأة أمريكية كيف تتعامل مع جهازها لأداء عمل ما، ولم يتغير هذا لليوم. وقد فهمت مبكراً أن “رونق” العالم الغربي ليس أكثر من سحر فيلم كالذي نشاهده في السينيما أو التلفاز؛ هناك النجم أو اثنين فيه، ويزخر بعد ذلك بمئات الأشخاص ذوي الأعمال المتدنية –وهم الغالبية الساحقة-. انبهارنا بالغرب والشرق سخيف للغاية لكل من تعامل مع هذه الشعوب وعرف حقيقتها، وما نظن نحن أنهم متقدمون فيه، ما هو حقاً إلا تأخر منا نحن للأسباب التي ذكرتها بالأعلى. أرجو من كل عربي أن يشحذ همته ويأخذ مكانه الطبيعي في قيادة هذه الدنيا، ففي صلاحنا صلاحها، وفي ضعفنا ضعف للعالم كله.
– شكراً على وقتك الثمين أستاذ أحمد الشورة، نحن سعداء جداً بهذه المقابلة.
روابط:
مواقع أحمد الشورة: موقع المعلم لتعليم البرمجة وتصميم الألعاب / الموقع الأخضر لتعليم الزراعة / موقع أحمد الشورة الشخصي / منتديات المعلم.
قنوات أحمد الشورة على يوتيوب: قناة المعلم لتعليم البرمجة وتصميم الألعاب / قناة فيدوهات الزراعة وأحمد الشورة الشخصية.
أعجبك المحتوى؟
تفضل بتسجيل بريدك الإلكتروني حتى تصلك التدوينات القادمة فور نشرها في المجالات التي تهمك:
[wysija_form id=”1″]
كما نرجو منك عزيزي القاريء بأن تدعمنا بنشر هذا المحتوى على الوسط المفضل لديك من الشبكات الاجتماعية.
جزاكم الله كل خير
جزاكم الله خيرا , وانا أري أنا كلامه صحيح 100 بالمئة.
يجب إثراء المحتوى العربي وعلينا ان لا نفكر بالمال فقط بقدر ما علينا التفكير في إثراء المحتوى العربي.
كل تحياتي إلى طاقم مدونة زاش وأرجوا الكثير من التقدم والنوفيق من الله عز وجل.