[علم النفس والمؤشر النفسي MBTI وصناعة الألعاب] هل أصلح أن أكون مصمم ألعاب ؟

البطـة السـوداء ليست شريرة كمـا ظنت ، ليست شريرة على الإطلاق. لكن إخوتهـا، صناعهـا، ورطوهـا. لو كانت تعلم أنهـا ليست هكذا – ليست كمـا يقـولون – كانت الأمـور كلهـا، اختلفت. مشكلة البطـة السـوداء ليست تحديداً فيمن حولهـا، بل فيمن قالـوا لهـا “أنتِ سيئة”. مشكلتهـا في أنهـا لم تعرف نفسهـا، لم تعرف أنهـا بجعـة و أن البجع – حتى و إن كان أسـود اللون- كله جميـل .

اعـرف نفسك” جملة الفيلسـوف اليوناني سقـراط ، تشـرح كل الأمـر. لا تدع نفسـك للآخرين يعرفونك كُلّاً على حسب هواه الخاص. لكن سؤالنـا الآن : كيف تعـرف نفسـك؟ وكيف تعرف ما إذا كنت تصلح لأن تكون مصمم ألعاب؟

559444_10151717839706130_769127752_n من حسن حظنـا أننـا لسنـا أول من نسأل عن هـذا، علماء النفس تساءلوا عن الأمر ذاته: كيف نعرف أنفسنـا؟ كيف نعرف الآخرين؟ كيف يعرفنـا الآخرون؟! و كانت محاولات الإجابـة عن الأمـر كثيرة، جداً.

واحدة من الإجابات المطروحة للإنسـان في الوقت الحـالي، هـي مؤشر مايرز- بريجز لأنماط الشخصية (Myers-Briggs Type Indicator – MBTI) ، و هـو موضـوع الحديث هنـا.

مؤشـر مايرز – بريجـز هـو اختبـار لتصنيف الشخصيات البشرية، فهو يعد من أفضـل الإختبارات المختصـة بوصف و تعريف الأنمـاط الشخصيـة، و أكثرهم دقـة. وقد تم تطويره بواسطة كاثرين كوك بريجز (Katharine Cook Briggs) وابنتهـا إيزابيـل بريجـز مايرز (Isabel Briggs Myers) أثنـاء فتـرة الحرب العالميـة الثانيـة اعتمـاداً على نظريـات -عالم النفس السويرسري ومؤسس علم النفس التحليلي تلميذ مؤسس علم النفس سيجموند فرويد (Sigmund Freud) وناقض نظرياته فيما بعد – العالم كارل يونج Carl Jung في دراسـة الأنماط البشريـة التي نشرهـا في أوائل القرن العشرين عام 1921 في كتابه ” الأنماط النفسية Psychological Types ” .

يقـوم مؤشـر مايرز – بريجـز على تقسيم خواص الشخصيـات إلى أربعـة أقسـام أساسيـة / ثمانيـة أضـداد، كالآتي:

  1. طريقة تعامل الشخص مع العالم الخارجي، و فيها إما أن يكون الشخص:
    منفتح على العالم (Extroverts)، ورمزه E .
    منطوي على نفسه (Introverts)، ورمزه I .
  2. مصدر التعلم المفضل لدى الشخص، و هو إما أن يكون:
    حسي، بإستخدام الحواس الخمس (Sensors)، ورمزه S .
    حدسي، بإستخدام العقل والتخيل (iNtuitives)، ورمزه N .
  3. المركز المؤثر في اتخاذ القرارات، وهو إما:
    العقل (Thinking)، ورمزه T.
    العاطفة (Feeling)، ورمزه F .
  4. نظرة الشخص للحياة وتعامله معها، فهو إما أن يكون:
    منظم، صارم، وحازم (Judging)، ورمزه J .
    فوضوي، مرن، ومتساهل (Perceiving)، ورمزه P .

التقسيمة السابقة ظهرت في كتاب كارل يونج “الأنماط النفسية” ، ولكن على شكل منفصل بمعنى أن كارل يونج درس تعامل البشر مع العالم الخارجي لوحده، ثم درس مصدر التعلم عند البشر لوحده أيضاً وهكذا، بينما كاثرين وابنتها قاما بدراسة الأنماط سوية وتفاعلها مع بعضها البعض، فعلى سبيل المثال، ماذا لو كان الشخص المنفتح على العالم الخارجي حسياً ؟ ماذا لو كان حدسياً ؟ ماذا لوكان حسياً عاطفياً منظماً ؟ ما الفرق بين شخصين كليهما انطوائي حدسي وفوضوي لكن أحدهما عقلاني والآخر عاطفي؟

ومن هذا المزج بين المعايير الأربعة التي اختارها كارل يونج لتصنيف البشر، وكون كل معيار له احتمالين، هي -حسب الرموز المذكورة بالأعلى-: E / I، S / N، T / F، J / P، فإن كاثرين وابنتها صنفا البشر حسب مؤشرهما النفسي إلى 16 نمط شخصية هي:

  1. العقل المدبر – INTJ
  2. المستشار – INFJ
  3. المدافع – ISFJ
  4. المفتش – ISTJ
  5. المعماري – INTP
  6. المعالج – INFP
  7. الفنان – ISFP
  8. الحرفي – ISTP
  9. المخترع – ENTP
  10. البطل – ENFP
  11. المؤدي – ESFP
  12. المروج – ESTP
  13. رئيس الأركان – ENTJ
  14. المدرس – ENFJ
  15. المعطي – ESFJ
  16. المشرف – ESTJ
نسبة كل شخصية في الرجال حسب تعداد السكان الأمريكي

نسبة كل شخصية في الرجال حسب تعداد السكان الأمريكي

ولكل نمط شخصية من الأنماط أعلاه صفـات أساسيـة وعامـة يشترك فيهـا الأشخاص التابعيين لهـذا النمط، ولكن اشتـراك شخصين في نمط شخصيـة واحد لا يعني بالضرورة تشابه الشخصيين أنفسهم، لكنـه يعني اشتراك هاتين الشخصيتين في كيفية تعاطيهم مع الأمور من حولهم. على سبيل المثـال: لي صديقين تابعيين لنمط شخصيـة واحد هو المستشار INFJ، لكن أحدهمـا متدين حد الغلـو في الدين، و الآخـر لايهتم لأمـر الدين كثيـراً. الأمـر ببسـاطة: المؤشـر لا يهتم بالصفات الخاصـة جداً لكل شخص، لكن يهتم بالأسس العامة التي يستقبل بهـا الأشخاص أمور حياتهم و قراراتهم (Non personalized Mind-Sitting Study) ، فالشخص، كل شخص، يملك تقريبـاً عدد لا نهـائي من الخواص النفسيـة، والمعايير الأربعة التي اختارها كارل يونج ومؤشر مايرز – بريجز ليست إلا لخلق وإيجـاد توصيف لما يسمـى بالهيكل العالم لنفسية / شخصية الإنسان (Mind-setting) للأشخـاص، وعلى إيجـاد الطريقـة التي يستقبـل بهـا الأشخاص الحيـاة من حولهم بكل دقائقهـا، وكيف تؤثر هـذه الطريقـة على عمليـة اتخـاذ القرارات لديهم.

الأمر أشبه باختيار أربع صفات جسدية مثل: لون البشرة، لون العينين، نوع الشعر، الطول، لتصنيف البشر حسب أشكالهم، فمثلاً ليس كل من هو قمحي البشرة، عسلي العينين، أسود الشعر وخشنه، وطوله 180 سم، هم نفس الشخص، ولهم نفس الشكل بنسبة 100%، بل هنالك تفاصيل أكثر تجعل كل شخص مختلف عن الآخر، سواء على مستوى درجة الصفات الأربع السابقة، فدرجات اللون القمحي للبشرة والعسلي للعينين والأسود للشعر تختلف من شخص لآخر، ناهيك أن هنالك صفات غير هذه الأربعة تتحكم في شكل الشخص، مثل الوزن، طول الشعر، حجم الأنف، طبيعة البشرة … إلخ، نفس الأمر ينطبق على مؤشر مايرز – بريجز ومعاييره الأربعة لتصنيف البشر وشخصياتهم.

نسبة كل شخصية في النساء حسب تعداد السكان الأمريكي

نسبة كل شخصية في النساء حسب تعداد السكان الأمريكي

نظرية كريسي Keirsey Temperament Sorter

يمكن تبسيط تقسيمـة مؤشـر مايرز – بريجـز بشكل أكثـر سهـولة في نظرية كريسي، بحيث يتم تقسييم الشخصيات الستة عشر إلى أربع مجموعات متساوية، وهي:

  1. العقلانيون Rationals: وهم أي شخصية تجمع الحدس مع العقلانية NT، وتشمل:
    رئيس الأركان (ENTJ)
    العقل المدبر (INTJ)
    المخترع (ENTP)
    المعماري (INTP)
  2. المثاليون Idealists: وهم أي شخصية تجمع الحدس مع العاطفية NF، وتشمل:
    المدرس (ENFJ)
    المستشار (INFJ)
    البطل (ENFP)
    المعالج (INFP)
  3. المحافظون (الأوصياء) Guardians: وهم أي شخصية تجمع الحسية مع التنظيم SJ، وتشمل:
    المشرف (ESTJ)
    المفتش (ISTJ)
    المعطي (ESFJ)
    المدافع (ISFJ)
  4. الفنانون (الحرفيون) Artisans: وهم أي شخصية تجمع الحسية مع الفوضوية SP، وتشمل:
    المروج (ESTP)
    الحرفي (ISTP)
    المؤدي (ESFP)
    الفنان (ISFP)

وكل مجموعة من المجموعات الأربعة تتميز شخصياتها بصفات خاصة مشتركة لا توجد في المجموعات الأخرى وشخصياتها، فمثلاً: المحافظون (الأوصيـاء) سيئون في أمـور الإدارة والتخطيط المرنة البعيـدة المـدى، ووضع الخطط، لكنهم جيدين في إدارة الأمـور المحددة مسبقـاً الغير معرضـة لتغيرات جوهـريـة مستمـرة، وتطبيق الخطط الموضوعة مسبقاً، وهم بذلك عكس العقلانيون.

أمثلة وتطبيقات عامة لمؤشر MBTI

جرب في أي محرك بحث عن مميزات شخصيـة المدرس ENFJ، وعن السمـات العامة المشتركـة في أصحاب هـذا النمط، عن مجالات العمـل المتميزون فيهـا، عن طريق الحصـول على نتائج أفضـل عند العمل كـ ENFJ منفـرداً أو في فريق عمل، عن الأخطـاء المحتمل وقوعهـا و طرق تفاديهـا. ستجد المئـات و المئـات – دون مبالغـة فعلاً – من المقالات المعتمـدة التي تتحدث عن الأمـر. لأن مؤشـر مايرز-بريجز من أكثر المؤشرات دقـة وصحـة فإن الدراسـات و المقالات المعتمـدة عليـه كثيرة جداً، و تقترب نتائجهـا من الدقـة ذاتهـا، لدرجة أن الجامعات والشركات الأجنبية تفرض على منتسبيها عمل اختبار الـMBTI مثل شركتي IBM وكوكا كولا على سبيل المثال!

ومن الفوائد التي نستفيدها من مؤشر MBTI إدراك أن الأخطـاء المحتمل وقوعهـا لأي نمط شخصيـة ليست تحديداً أخطـاء فرديـة، بشكل أدق: هي ليست أخطـاء بالمعنـى الحرفي للكلمـة. فعلى سبيل المثـال: شخصيـة المدرس ENFJ من أقـوى مميـزاتهـا أنهـا شخصية إجتماعيـة جداً، وعطوفـة جداً، تهتم للآخرين من حولهـا وتهتم بالتأكد من كونهم جميعـاً بأفضـل حال، لكن في بعض الأحيـان ينفلت منهم الأمـر، و تتحـول ميزتهم العظمى هـذه -عن غير عمد- إلى محاولـة إرضـاء جميع الأطراف والميل نحو القرارات الغير حازمـة كليـة، القرارت الـ”بين بين” وهـذا إن كان محموداً في موضع يرجى منـه اللين والرخاوة ، فهـو مدعـاة سـوء في آخر يرجى فيـه الحزم.

في مثالنـا السابق، يتضح بشكل أقرب فكـرة الميـزة / العيب، و أن التسميـات ليست مطلقـة، لكنهـا تعتمـد و بقـوة على الإطـار الموقفي المساقـة فيـه. والأهم من ذلك؛ تعتمـد على معرفـة الشخص لنفسـه. إن كنتُ ENFJ و أعرف إني أميـل أحياناً لإرضـاء جميـع الأطـراف، سأخذ ذلك في عين الاعتبـار والحذر في مواضع صناعـة القرار، وهنـا فإن معرفـة الشخص بنفسـه جعلت منـه رقيبـاً عليـه، فلو أن الفرد يملك أفضل سيـارة بالعالم لكنـه لايعرف مميزاتهـا ونقاط ضعفهـا، كيف له استخدامهـا ؟ ناهيـك عن الإستفادة منهـا؟

الآن: ماذا لو أن الفرد يملك أفضل نسخـة ممكنـة منـه: نفسـه. لكنـه يجهلهـا تماماً، كيف يستمـر بحياته ؟ كيف يتصالح مع نفسه ؟ كيف يحبها ؟ ناهيـك عن أن ينجح؟

ومن مميزات مؤشر مايرز – بريجز أنه يتيح فرصة عبقريـة للوصـول إلى طريقـة للتعامل الهارموني أو المتجانس بين الأفـراد وبعضهم وفقـاً لعلاقتهم ببعضهم، فمثلاً لديك رئيس عمل صعب المراس، لا تفهمـه ولا يفهمك، عن طريق تتبع طريقـة مؤشـر مايرز-بريجز في تحديد أنماط الشخصيـات “عن طريق الإجابة عن الأربع أسئلة / الثمانيـة أضداد السابق ذكرهـا” يمكن استناج أو تخمين نمط شخصية رئيس العمـل، و من ثم البحث في محركـات البحث عن طريقـة التعامل مع نمط الشخصيـة هـذا.

مثـال توضيحي: رئيس في العمل واحد من نمط الشخصيـة: ESTJ المشرف، ابحث في محركات البحث عن:

?How to deal with an ESTJ boss

و هكـذا بالبحث عن كل الشخصيـات و الأنماط ودرجة/شكل العلاقـة معهم:

?How to deal with an ESFJ mother 
?How to deal with an INTJ friend
?How to help a stressed INFJ sister
ESTP / INFJ relationship.
أو قراءة الكتاب الرائع Just Your Type: Create the Relationship You’ve Always Wanted Using the Secrets of Personality Type.

المؤشر النفسي MBTI وصناعة الألعاب

بعد هذه المقدمة التعريفية الطويلة، ما علاقة مؤشر MBTI بالألعاب؟ ولماذا نتحدث عنه في موقع يتحدث عن صناعة الألعاب؟
حقيقة للمؤشر تطبيقات عديدة في عالم الألعاب جعلت من الحديث عنه لمعشر مصممي الألعاب ضرورة حتمية، قبل كل شيء لأن مصمم الألعاب إنسان ومن حقه أن يعرف نفسه ويفهمها، ويفهم من حوله، سواء في البيت أو في العمل، حتى يحب نفسه ويتصالح معها، ويكتسب الذكاء الإجتماعي، وبالتالي يعيش حياة مستقرة يستطيع أن يبدع من خلالها، وأيضاً أن يفهم تطبيقات المؤشر في شؤون الإدارة حتى يستطيع إدارة الإستوديو الخاص به أو شركته، وتنظيم عملية تطوير ألعابه، وعلاقته بالشركات الأخرى التي سيتعاون معها من ناشرين وإستوديوهات التسجيل الصوتي … إلخ.

ومن أهم تطبيقات المؤشر في صناعة الألعاب تطبيقاته في خلق سيكولوجية شخصيات قصة لعبتك، وهذا ما تحدث عنه فريق برنامج Extra Credits في الفيديو التالي الذي قام بترجمته مؤيد طيبة ضمن مشروع تقوم به مدونة تصميم الألعاب للمصمم العربي الرائع عبدالله كونش:

 

هل أصلح أن أكون مصمم ألعاب؟

وأخيراً، أهم تطبيق للمؤشر هو الإجابة على السؤال الشهير الذي كثيراً ما يسأله أي حالم بأن يكون مصمم ألعاب وهو يشق طريقه بصعوبة لإيجاد موطن قدم له على خارطة الصناعة وبين مصممي الألعاب، وهو “هل أصلح أن أكون مصمم ألعاب فعلاً؟”، وهل أن الحلم الذي يسعى وراءه فعلاً حقيقي واقعي وممكن؟ أم أنه يضيع وقته في الطريق الخاطئ وراء أحد أحلام المراهقة والشباب الطائش الذي يعتقد أن بمقدوره أن يكون الرقم واحد في العالم ويغير الكون؟ وهل ما يقوله الآخرين حوله صحيح بأنه يضيع وقته فيما لا ينفع وأنه يتصرف بلا مسؤولية وسخريتهم منهم صحيح؟ هل أتراه يكابر ويعاند الحقيقة؟ أم أنه في النهاية فعلاً سيصل ويصبح مصمم ألعاب؟ أيترك طريق حلمه لأنه ليس طريقه من الأساس وهو لا يصلح أن يكون مصمم ألعاب؟ أم يصبر على ما يعانيه وهو يشق طريقه فما النصر إلا صبر ساعة وسيصبح مصمم ألعاب؟

للإجابة على هذا من السؤال -من وجهة نظري- لنتفق قبل كل شيء، أن كل شخص دون استثناء بإمكانه أن يكون مصمم ألعاب شريطة أن يكون له الشغف الصادق بذلك، كونك شغوف بالرسم أو بالبرمجة أو بكتابة القصص وتحب الألعاب أو كونك انتهيت في وظيفة في إحدى شركات الألعاب فلا يعني هذا أنك ستكون مصمم ألعاب ألمعي، لو كنت شغوفاً بالرسم أو البرمجة أو كتابة القصص فاتبع حلمك الحقيقي وكن رساماً أو مبرمجاً أو كاتباً ولا تتحايل على نفسك وتقل سأرسم أو أبرمج أو أكتب للألعاب، حتى تكون مصمم ألعاب يجب أن تكون شغوفاً بالألعاب، مهووسٌ بها، والألعاب هي حياتك، وتحتل كل وقتك منذ طفولتك.

بعد ذلك، إذا تأكدت أنك فعلاً شغوفٌ بالألعاب، فاعلم أنه بمقدورك أن تكون مصمم ألعاب بمشيئة الله، والباقي عليك هو أن تعرف أن كل شخص أو بشكل أدق كل شخصية من شخصيات الـMBTI الـ16 بمقدورها أن تكون مصممة ألعاب ولكن بطريقتها الخاصة، فمثلاً: الفنانون (الحرفيون) يصلحون لتصميم الألعاب الموسيقية والرياضية والألعاب التنافسية من نوعية Mario Party، بينما المحافظون (الأوصياء) يصلحون لاحياء الألعاب القديمة وعمل مايعرف بالـRemakes، أما العقلانيون والمثاليون فيتميزون بقدرتهم على الإتيان بالمبتكر سواء على مستوى أسلوب اللعب أو القصة وتضمين ألعابهم معاني فكرية وقصصية عميقة.

خلاصة قول، حتى تشق طريقك في عالم الألعاب عليك أن تعرف نفسك لتكون على ثقة بها، وألا يهزك كلام المتكلمين، وعليك أن تعرف نفسك لتعرف نقاط قوتك وتعمل عليها، وتعرف نقاط ضعفك وتلتف عليها، ولا طريقة أفضل لذلك -من خبرتي الشخصية – من مؤشر الـMBTI، فقد عمل عليه نخبة علماء النفس وعلى رأسهم كارل يونج تلميذ فرويد، فهو بعيد كل البعد عن إرهاصات التنمية البشرية ودجل كتبها وإدعاءاتهم وكتب من نوعية السر (The Secret) التي لا تعرف لها حقاً من باطل، وختاماً أترككم مع اقتباس لياسر حارب من كتابه “بيكاسو وستاربكس“:

“معظم الناس الذين يريدون أن يحققوا شيئاً في حياتهم يركزون على نقاط ضعفهم، ويحاولون طوال حياتهم جاهدين تقويتها متناسين في نفس الوقت نقاط قوتهم، وتكون النتيجة أن تقوي نقاط ضعفهم لتوازي نقاط قوتهم التي تبقى على حالها، ليصبح الإنسان شخصا عاديًا.”

 

لعمل اختبار الـMBTI : اضغط هنا.
مصادر وقراءات إضافية : [1]،[2]

شكر خاص لمنى سلامة لمشاركتها في كتابة المقال‎.

أعجبك المحتوى؟

إذا أعجبك محتوانا، نأمل منك أن تسجل بريدك الإلكتروني في قائمتنا البريدية في المجالات التي تهمك حتى يصلك جديدنا أولاً بأول:

[wysija_form id=”1″]

لنقاش الموضوع وتبادل الأفكار، نأمل منك ترك تعليق في مربع التعليقات بالأسفل.

كما نتمنى بأن تدعمنا بنشر هذه التدوينة على الشبكات الاجتماعية المفضلة لديك:

إيهاب قريبة

آخر المقالات
التعليقات ( 6 )
  1. أشرف باروم
    5 أبريل، 2014 at 10:31 م
    رد

    واضح إن الكاتب INTJ 🙂

  2. ahmed
    17 نوفمبر، 2014 at 1:25 م
    رد

    مقال جميل وممتع
    تمنيته مايخلص 🙁 شكرا ايهاب ومنى

    • إيهاب قريبة
      18 نوفمبر، 2014 at 7:28 ص
      رد

      ردك شرف لنا أخ أحمد ^_^

      شكراً لك …

  3. الأسبوع (-3): إعادة النظر في مؤشر MBTI النفسي وفيلم Amour حتى القصص السعيدة لها نهاية | in3ash
    13 ديسمبر، 2014 at 3:32 م
    رد

    […] ولكن من يرغب بالتعرف عليه يمكنه مراجعة مقالي هنا (اضغط هنا)،  أما ما أنا بصدد الحديث عنه اليوم هو إعادة تقنين […]

  4. وائل
    17 مارس، 2015 at 12:26 م
    رد

    اشكر جهودكم كثيرا على هذا المقال وكل المقالات الاخرى لاني صراحة ما شفت موقع افضل من هذا الموقع في مواضيع التقنية والافلام عامة وموضوع الالعاب خاصة .. سويت الاختبار ونوعي هو ISFJ

  5. mawadda
    28 نوفمبر، 2015 at 10:59 م
    رد

    شكرا على هذه المقالة المفيدة، لقد فهمت كيفية عمل المؤشر النفسي MBTI بفضلك.

‎اضف رد